الطلاق أمر خطير في حياة الرجل والمرأة، وهذا الأمر يكون أشد تأثيراً على المرأة لأنه يكسر جوانب مهمة في شخصيتها ويفطر قلبها، لاسيما إن كان الطلاق ينهي حياة زوجية كان قوامها الحب والوفاق والمودة والرحمة، وكل امرأة تشعر بأنها مقبلة على خطر الطلاق، تتساءل عما إن كان هناك ما يمكن أن تقوم به لمنع الوصول إلى هذه النتيجة الأخيرة.
ومما لا شك فيه أن كل زوجة بإستطاعتها إستكشاف عدد من الخطوات والتدابير والتوجهات التي تساعدها على إنقاذ العلاقة الزوجية.
أول خطوة من الضروري أن تحرصي عليها بشدة هي أن تؤمني وتوقني من داخل قلبك بأنك قادرة بالفعل على منع وصول حياتك الزوجية إلى مرحلة الطلاق، ورغم أن كثيراً من الناس لا يرون أهمية ذلك إلا أن الحقيقة أن هذا اليقين الكامل في قدرتك إنقاذ زواجك ومنه إنهياره سيكون هو المؤثر والدافع والمحرك الحقيقي لكافة التدابير الأخرى التي ستقدمين عليها للحفاظ على الزواج.
من المهم جداً أن تكوني شديدة الوضوح مع زوجك بأن الطلاق ليس خياراً مطروحاً على الإطلاق، وأنك لن تقبليه ولن تفكري فيه بل لن تسمحي بأن يكون الطلاق مطروحاً من الأساس على مائدة الحوار، ولا تكتفي بأن تخبري زوجك بأنك حريصة على عدم الطلاق وإنما يجب أن تؤكدي إصرارك على بناء العلاقة الزوجية من جديدة وأنك تجدين في قلبك وعقلك وروحك الطاقة الدافعة المشجعة لإعادة الزوج من جديد للحياة.
إمتلاك روح الإصرار والعزم على إستعادة قلب زوجك ورغبته في مواصلة الحياة الزوجية معك، سيكون هو الهدف الرئيس الذي يجب أن تبدأي في العمل على إنجازه وتحقيقه، ولا تملي من أن تواصلي هذا الجهد بصورة يومية، فكل يوم جديد يجب أن يكون فرصة متاحة أمامك لإقناع زوجك بأن يكون هو الآخر راغباً في إنقاذ هذه العلاقة الزوجية من الوصول إلى مرحلة الطلاق.
إذا كان لديك أطفال فمن الضروري والمفيد أن تبدأي في تذكير زوجك بأن علاقتكما الزوجية ليست مجرد علاقة تجمع شخصين رجل وامرأة فحسب، وإنما من الأهمية بمكان أن يرى الصورة على حقيقتها ويدرك أن هذه العلاقة الزوجية تحمل فوقها كياناً أسرياً متكاملاً وأن الأسرة ليست بالأمر العابر أو الهين الذي يمكن المجازفة به أو تعريضه لخطر الإنهيار التام، ويجب عليك أن تذكري زوجك بأن هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى أن يعيشون في ظل مناخ من الإستقرار والسلام النفسي وأن تعريضهم لهذه التجربة القاسية التي تتضمن إنفصال الوالدين، سيكون له تداعيات خطيرة تضر مستقبلهم.
من المهم ألا تسمحي للأصوات المحيطة بك التي تحاول أن تصور لك أن الطلاق هو النهاية الحتمية وأن حياتك بعد الطلاق ستكون جميلة ومشرقة، لأن هذه الأصوات ستسهل لك خوض غمار الطلاق بينما أنت تتمنين كل من يحذرك من خطورة الطلاق ويزيد من يقينك في ضرورة الإبقاء على الحياة الزوجية.
المصدر: موقع رسالة المراة.